سائلة تقول: منذُ سنواتٍ قليلةٍ كنَّا -معشرَ السَّلفيِّين- لا نسمعُ للأناشيد -اتِّباعًا لفتاوى الشُّيوخ-، ولكن مع انتشارِ الفضائيَّاتِ -كقنوات [المجد]- واتِّساع الإنترنت؛ انتشرت الأناشيد -سواء الوعظيَّة أو الحماسيَّة-بالمؤثرات الصَّوتيَّة وبدونِها-، وصرنا نسمع أن الشُّيوخ -مثل ابن باز وابنِ عُثيمين-رحمهما الله- كانا يسمعانِ بعضَ المُنشِدين فلا يُنكرون، فما ضابط الجواز -لأنَّنا احترنا-والله المستعان-؟ وما حُكم الأناشيد للأطفال -بارك الله فيكم-؟
الجواب:
نحتاج -أوَّلًا- إلى تثبيتِ النَّقلِ عن الشَّيخَين الفاضِلَين -رحِمهُما الله-تعالَى-.
فأنا لا أعرفُ ذلك عنهُما، وإن ثبتَ هذا النَّقل؛ فلا شكَّ أن الأمرَ له وجاهتُه، وأنَّ قولَهما له مكانتُه عندنا -رحِمهما اللهُ-عزَّ وجلَّ-.
ولكنْ ينبغي إذا ثبَّتنا أنَّهما يُفتِيان بذلك؛ ينبغي أن توضعَ شُروطٌ لاستماع الأناشيد.
أوَّلُها: أن لا تكون مُصاحَبةً بالدُّفوف والطُّبول، فضلًا عن الموسِيقا، أو الدرامز، أو الأصوات الكمبيوتريَّة والإلكترونيَّة -التي لا يُفرِّق السَّامع بينها وبين الموسيقا الحقيقيَّة أو العادية-.
الأمرُ الثَّاني: أنَّه لا يجوزُ لأصحاب الأناشيد أن يُلحِّونَها بألحانٍ تُشبهُ ألحان الفُسوق؛ فهذا لا يجوزُ -أيضًا-.
والأمرُ الثَّالث: أنَّ السَّامعَ لهذه الأناشيد؛ ينبغي أن يكونَ سَماعُه لَها كالملحِ في الطَّعام -لا يأخذُ وقتَه، ولا يغلبُ على زمانِه-، فإن سَمعَ؛ فبِالحدِّ القليل.
أمَّا إغراقُ الوقتِ بسَماعِ هذه الأناشيدِ -بِحيثُ يَمتلئُ القلبُ بِها، ولا يكونُ للقُرآنِ والعلمِ فيه مكانٌ-؛ فهذا شرطٌ يَجعلُ الاستماعَ لِتلكمُ الأناشيد مُحرَّمًا، فضلًا عن الشَّرطَين السَّابقَين اللَّذين إذا وُجد أيُّ واحدٍ منهما -بالإضافة إلى هذا الثَّالث-؛ فيكون الحكمُ عدمَ الجواز.
أما إذا وُجدت الشُّروط -كلُّها-معًا-؛ فأرجو أن لا يكونَ بأسٌ بذلك -على التَّفصيلِ السَّابق-.
والله -تَعالَى- أعلمُ.
المصدر: لقاء البالتوك (23/5/2006)، (42:38). من هنـا لسماع اللقاء كاملًا.
|
تعليقات
إرسال تعليق